المنشور

تضحيات امرأة

هي امراة عانت ما عانته نتيجة لنضال زوجها، الذي تفانى في الدفاع عن هموم الناس، حاملا روحه بين جنبيه من اجل العدالة الاجتماعية، من اجل ان يعيش الناس في بحبوحة من الراحة. تنغص عيشه لأن هناك من الناس من يعيش في هم، لأن العدالة غائبة، لأن الانسانية ضيعت في مراحل الظلام. كانت نتيجة هذا القلب الوهاج بحب الناس، معاناة لا يعرف معناها الا زوجته التي راحت تسطر الكلمات عن ذكريات زوجها العنيد. كانت حاضرة في كل الفعاليات التي تم تدشينها ضمن احتفالات ايام احمد الشملان، ولكن يا ترى من يعرف ما عانته زوجته فوزية مطر. أشارت زميلتنا العزيزة عصمت الموسوي الى انه من سيكتب عن تضحيات فوزية اذا كتبت هي عن تضحيات زوجها، وهي بالفعل قد لا مست عين الصواب. ما قامت به فوزية من توثيق لسيرة هذا المواطن الذي لم يقبل ان يرى الظلمة وراح يبحث عن النور، هو أمر يستحق منا وقفة اجلال، فكما لزوجها وقفة لها ايضا وقفة، فكل رجل عظيم بحجم الشملان وراءه امرأة بحجم فوزية. ان التضحيات التي قد لا نعرفها لأننا لم نشعر بها ولم نحس بها، إلا اننا نقدر عاليا كل من روى زهرة في هذا الوطن المعطاء. فوزية التي لم تسأل عن ما قدمه لها الوطن، تنظر دوما الى ان كل ما قدمته هي وزوجها قرباناً لأجل هذا الوطن. ان لم تكتبي يا فوزية عن تضحياتك ومعاناتك، فإن ارتباط اسمك باسم الشملان مفخرة نكتبها بماء الذهب في كتاب سيرة وطن.
 
صحيفة الايام
30 نوفمبر 2009