المنشور

وحدة التيار الديمقراطي خيار أم ضرورة (1)

يوم السبت الماضي نظمت جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي ورشة عمل عن
وحدة التيار الديمقراطي تحت عنوان: «وحدة التيار الديمقراطي… ضرورة
ملحة»، حضرتها إلى جانب المنبر التقدمي، جمعية العمل الوطني الديمقراطي
(وعد) وجمعية التجمع القومي، وعدد من الشخصيات الديمقراطية والتقدمية.

الورشة كانت تهدف بشكل أساسي إلى إعادة طرح مشروع تكوين تكتل ديمقراطي تقدمي، وبناء تحالف أكثر صلابة بين الجمعيات التقدمية الثلاث.

هذا
المشروع ليس جديداً حيث كانت هناك محاولات سابقة منذ تأسيس الجمعيات
السياسية في البحرين بشكل علني، بعد سنوات قضتها في العمل السري، وعلى رغم
صدق النوايا، فإن تشكيل هذا التكتل لم يكتب له أن يرى النور حتى الآن؛
للعديد من الأسباب، سواء المتصلة بالخلافات الأيديولوجية أو أساليب العمل
أو حتى الخلافات الشخصية.

القائمون على تنظيم الورشة أكدوا أن مثل
هذا التكتل تفرضه الأجواء السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد في
الوقت الراهن، وخصوصاً مع انقسام المجتمع بشكل عمودي بين طائفتين، ويرون أن
القوى الديمقراطية «العابرة للطوائف» هي الوحيدة القادرة على طرح برنامج
تصالحي يعيد اللحمة الوطنية إلى سابق عهدها. كما يؤكدون أن هذا التكتل لن
يكون في مقابل أو في مواجهة تحالفات قائمة في الوقت الراهن، وخصوصاً تحالف
القوى الديمقراطية مع جمعية الوفاق الإسلامية.

لا يخفى على أحد ما
يلاقيه تحالف القوى الوطنية الديمقراطية مع «الوفاق» من انتقادات شتى حتى
وصل الأمر إلى قول البعض إن هذا التحالف مبني على انتهازية فظة سواء من
«الوفاق» أو الجمعيات الديمقراطية، وذلك ما خلف عدداً من الاستقالات بين
صفوف هذه الجمعيات، ومع ذلك يمكن القول إن القيادات السياسية في الجمعيات
الديمقراطية ترى في هذا التحالف في الوقت الراهن ضرورة تاريخية لا يمكن
المساومة عليه، وخصوصاً أنه من أجل تحقيق مطالب شعبية تجمع عليها الأغلبية
السياسية في البلد.

جمعية المنبر التقدمي بدأت من خلال هذه الورشة
بخطوة صحيحة، وتم الاتفاق على أن تستمر مثل هذه اللقاءات، سواءً على مستوى
قيادات الجمعيات الثلاث أو على مستوى كوادر كل جمعية على حدة، أو على مستوى
المستقلين من الشخصيات الديمقراطية والتقدمية واليسارية الذين يهمهم أن
يروا على الساحة تياراً تقدميّاً فاعلاً يمتلك من الإمكانيات الفكرية
والبشرية ما يجعله رقماً صعباً في المعادلة السياسية لا يمكن لا للسلطة أو
القوى الوطنية المعارضة تجاهله أو التقليل من شأنه.

بالطبع هناك
العديد من التحديات التي يواجهها تشكيل مثل هذا التيار وخصوصاً في الظروف
الحالية، لكن هذه الظروف هي نفسها التي تجعل من وحدة التيار التقدمي ضرورة
ملحة، فلا خيار آخر غير المزيد من التفتت والضعف.

جميل المحاري