المنشور

في الوطن العربي تاريخ من القضايا السياسية الغامضة


يستطيع المرء أن يبحث عن ذلك في بعص الكتب  ومنها التاريخية التي تتحدث عن تاريخنا العربي المؤلم,
و الاولوية في  هذه المرحلة أن نعيد
القرائة في كتاب “تراثنا كيف نعرفه؟”  للمفكر الرفيق حسين مروه. ذلك من اجل ان نفسر
ونحلل ما يجري الان من وضع سياسي غامض من خلال معرفة الاسباب بطريقة علمية.  


في الواقع إن مايجري الان في الوطن العربي من بروز  ظاهرة التطرف الاعمى و هي في الحقيقة ليست
منفصلة عن الماضي و كيف كانت الافكار المتطرفة مهيمنة في الوطن العربي ذات التوجه
في قساوة التعصب القبلي المنبثقه  من ثقافة
الصحراء  الرافض لقبول التنوع  الانساني والحضاري,  ثم إن مثل هذه الثقافات هي دائماً  ماتنصب العداء  للعلم والحداثة و التقدم, و ايضاً كانت هذه  من ضمن  القوى 
الرجعية وثيقة الصلة بالاستعمار بحيث انها دائماً,  تعمل على محاربة الافكار التقدمية  على المكشوف مدعومةً من قبل أطراف لأنظمة عربية
و قوى مجتمعية محافظة لدرجة عدم قبول الأخر أيٍ كان الا من هم على الشاكلة في
المذهب والعقيده والتوجه  ذات المنافع
الضيقة الفئوية.


من المعروف إن الوطن العربي  قد عاش
فترات معينه من التطور والتنور الا انه كان في حالة من الصراع بين هذا التطور و
قوى التخلف, ثم خضع الوطن العربي لموجات من حكم الطغيان  في تشكيلات الحكم لأنظمة عربية تحالفت مع
المستعمرين, وايضاً أبان  حكم الاجانب  للوطن العربي الذين حاصروا الحضارة العربية في
عز تطورها مثل التتار, و المغوال, و جيوش الاتراك, و الصليبيين.


و ها نحن الان في الوطن العربي نعيش حالة من التفسخ الاجتماعي والتخلف
الاقتصادي و التدهور السياسي والتراجع الحاد عن الافكار العربية التي كانت تنادي
بالوحدة العربية, و التي قد التفت حولها الجماهير العربية من المحيط الى
الخليج  ذلك مع نجاح الثورة المصرية عام
1952  والثورة العراقية في عام 1954,
والثورات  في سوريا والجزائر وليبيا واليمن
الجنوبي. نعم كانت فترة قد عاشها الوطن العربي في حالة من قبول الجماهير العربية
لأفكار مختلفة يسارية واشتراكية وتقدمية وقومية داعمة  للتحرر و الحرية و ضد  المستعمر الاجنبي ذلك بالرغم من حماقة بعض النظم
العربية العميلة التي حاربت الشعوب العربية التي كانت تطالب بالاستقلال الوطني, وايضاً
نتيجة لبعض الانظمة الانقلابية العسكرية الدكتاتورية التي حاربت التعددية السياسية
والفكرية.


و في ظل هذا الوضع الراهن نرى إن تلك القوى التي كانت تحارب التطور والتقدم
و التحرر هي اليوم تتزعم الهجمة الشرسة ضد التقدم والتحرر سواء إن كانوا على شكل
من الانظمة العربية, أو الجماعات المتطرفة وهم الان يستعينون بإسرائيل والصهيونية العالمية
والامبريالية الداعمه لأهدافهم التدميرية في هذا المشروع  الخبيث و الذي يحشد اليه فلول من الرجعية من كل
بقاع  العالم على شكل من جيوش المرتزقة في
محاولة لتقسيم الوطن العربي لدويلات متخلفة تحمل افكار رجعية قوامها العداء القومي
العنصري والمذهبي الطائفي و السياسي,  و
لهم  مصالح  في ما يجري من التدمير  لسوريا والعراق ولبنان واليمن و ليبيا ومصر, لأن
هذه القوى من المرتزقة  تمتلك  النفس العدائي و اهداف مرسومة  من اجل تدمير الوطن العربي.


ان  الآثار لهذه الافكار الرجعية المتطرفة
و التي  هي اليوم مغروسه  في أكثر من قطر عربي وتدرس ضمن المناهج  في المدارس  الخاصة والحكومية  في الكثير من الدول العربية و الاجنبية, حقيقةً  إن القوى الرجعية تمول ومن ثم تدعم وتدرب في دول
عربية و  بأموال عربية حاضنة للرجعية شديدة
التخلف الفكري والاجتماعي لمن ينتمون  للأفكار
الارهابية غير القابلة للحياة. و هكذا نحن الان نعيش فتره تاريخية من الزمان التي  يحاول فيها الاستعمار الجديد بالتعاون مع
الرجعية العربية بكل طوائفها وقواها و انظمتها القضاء على كل المنجزات التي تحققت
للشعوب العربية  بعد الاستقلال الوطني
للبلدان  العربية  في مجال  التقدم الفكري والتعليمي و الاجتماعي والحقوقي و
الاقتصادي وبعض البصيص من الحرية و قيام الانشطة الاجتماعية و تطور الانشطة  المدنية في البلدان  العربية التي 
شاركت فيها حركات  و احزاب سياسية و
انشطة  نسائية وشبابية  وأدباء ومثقفون   و حركات
عمالية ونقابية ومهنية. إلا اننا الان نحتاج لوحدة القوى الوطنية الديمقراطية
والتقدمية واليسارية و كل القوى  المتنورة للتلاحم  في سبيل صد ظاهرة التطرف الارهابي ذات التوجة
التناحري الذي يقسم الوطن العربي  على شكل
دويلات متخلفة ذلك  خدمةً لأنظمة  الدول  العربية الرجعية التي  تخاف من التطور و التقدم,  فهي الان على استعداد تام ان تتحالف مع التتار
الجدد أو المغول و الاستعمار و  الصهيو نية
 في تعزيز ثقا فة التطرف  والتخلف 
مدعومة من قبل جحافل المرتزقة من الاجانب من كل بقاع العالم اجمع, ذلك من
اجل بث الفوضى والدمار وتدمبر كل المنجزات ومنها تغييب الحقائق  المتمثلة في مطالب الشعوب العربية بالحرية
والديمقراطية الحقيقية النابعه من المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار السياسي,
هكذا  إن القوى الرجعية الآن تحاول و
بقوة  طمس ما تبقى من الحريات المكتسبة
نتيجة لنضال الشعوب العربية الذواقة للحرية.