المنشور

المنبر التقدمي: نرفض استضافة البحرين لـ”ورشة السلام”ونطالب بالنأي ببلادنا عن تبعات صفقة القرن المشبوهة

أُعلن مؤخراً عن استضافة مملكة البحرين في 25 و26 يونيه القادم ما أطلق عليها (ورشة السلام من أجل الإزدهار) التي اعترف البيت الأبيض، قبل يومين، بأنه سيتم الكشف خلالها عن المرحلة الأولى مما يعرف ب”خطة السلام في الشرق الأوسط”، وهو ما يؤكد المخاوف من أن تكون هذه الورشة عربة في قاطرة “صفقة القرن” الرامية لتصفية القضية الوطنية للشعب العربي الفلسطيني.

إن “خطة السلام” المزعومة هي صفقة وضعت بالتواطؤ بين صقورالإدارة الأمريكية المعروفين بانحيازاتهم الصهيونية ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وبمعزل عن السلطة الفلسطينية، وعلى الضد من إرادة الشعب الفلسطيني، من خلال مقايضة رخيصة يراد بها طمس الهوية الوطنية الفلسطينية لقاء وعود براقة باستثمارات واسعة النطاق وأعمال للبنية التحتية، وتجاهل الحقوق التي ناضل من أجلها الشعب الفلسطيني وقدم في سبيلها، ولا يزال يقدم،قوافل من الشهداء، فضلاً عن السجناء والأسرى والمهجرين،وفي مقدمة هذه الحقوق إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه.

ولا تخفي إدارة ترامب نواياها الشريرة حين تعلن، وبكل وقاحة، أن هذه الاستثمارات سيتم تمويلها من قبل الدول العربية الغنية في الوقت الذي لن تتم فيه مناقشة المعضلات الأساسية مثل الحدود الدولية ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين، فيما لا يترتب على الكيان الصهيوني أية أعباء، في وقت تجري فيه “شرعنة” إحتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية.

لقد أعلنت السلطة الفلسطينية أنه لم يتم التشاور معها بشأن عقد هذه الورشة في البحرين، في حين أن الولايات المتحدة وجهت دعوة للحكومة الاسرائيلية لحضورها، ما يفضح النوايا المبيتة بالمضي في إبرام الصفقات الرامية إلى فرض الاستسلام على الفلسطينيين والعرب، وتصفية قضيتهم المركزية، قضية فلسطين.

إن المنبر التقدمي، شأنه في ذلك شأن كل الفعاليات الوطنية والمجتمعية في وطننا، وكل جماهير شعبنا البحريني، يعلن رفضه لإقامة هذه الورشة على أرض بلادنا، خاصة بعد الإعلان عن الغاية المشبوهة منها كما هندستها الإدارة الأمريكية والحكومة الصهيونية، ولا يصح لمملكة البحرين المعروفة بموقفها المعلن بتأييد حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة أن تخرج عن إرادة شعبها الرافض لأي مساس بهذه الحقوق من أي جهة كانت، وأن تتجاهل احتجاج السلطة الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على إقامتها وتحذيرها من النوايا السيئة المراد تحقيقها من خلالها.

إننا ندعو الدولة في البحرينإلى عدم الاستجابة باستضافة هذه الورشة، إحتراماً لمشاعر المواطنين البحرينيين ولمزاج الشعوب العربية، وتقديراًللأهمية القومية للقضية الفلسطينية كركيزة مستقرة في الثقافة الوطنية لهذه الشعوب، والنأي ببلادنا عن تبعات صفقة القرن المشبوهة بكافة تجلياتها.

المنبر التقدمي في البحرين
21 مايو 2019