المنشور

عيدٌ بلا وجه

عِيدٌ يَأتِي في قِطارٍ مَحروقٍ
هَربت سِكَكُهُ الحديديةُ إلى بُقعةٍ مجهولةٍ
وَأنا على شِفتي تنبتُ وردةً يابِسةً
يتحوّلُ القلبُ بيداءَ لا يَروي جنونَ العَاشِقين
يتمردُ جَسدي يُطلقنِي لِرياحٍ مُفلسةٍ
فَأَضيعُ في مَهاوِي الوَهمِ
لا أَسقُطُ
لا أَهوِي
أَقفُ على صَفيحٍ مُلتهِبٍ
لا أكادُ أمسكُ بأعوادِ النارِ وهِي تُشعِلنِي
أشتعلُ مِثل سِيجارةٍ وأِنطفِئُ
وَأَصحُو على أَملٍ يُشبِهُ فُقاعاتِ الصابونِ
الجهاتُ باعَتْنِي لِلمَجَرَّاتِ
التي تَتَهَاوَى فيها الروحُ وَحِيدةً
لَم أَبِع حَرفِي لِلأُنْسِ أو الجِنِّ
باعُوني لِلعُزلةٍ لِتَكوِيَ أَصَابِعِي وهي تَكتُبُ
فَتَخرجُ نُصُوصِي سَاخنةً تحرقُ وجهي
تَصفَعُ وُجوهَ قاتلي الحريةِ
وهم يتكاثرونَ كالنملِ لِيلعنوا رُؤايَ
وحُلُمي النابتِ وسطَ الصحارِي القَاحِلةِ
هل أنا الذي كنتُ أَمْتَطِي ذاك الفرسَ الحرونَ
وهو يَعدُو على تلكَ السفوحِ
التي كانت تغنِّي للقَادمينَ الذين لم يَأتُوا
هل كنتُ أنا مَن أَدمنَ أحلامَ اليَقظَةِ
وهي تَمتدُّ لِتَتَواصلَ مع أحلامِ النومِ
خرافةٌ كان حُلُمي
وهوَ يَتحوّلُ سَديمًا بِلا قَمرٍ أو نُجوم
أنا الذي تَبيعُني المعشُوقاتُ للشَياطينِ
وللطُرقاتِ الهاربةِ من أَسْفَلْتِها
أنا الذي كنتُ القادمَ وتكسّرت عَرباتِي
في صَقيعِ المسالِكِ
أنا الذي كنتُ، ولم أَكُن
أنا العيدُ المُفْرَغُ مِن الهَدايا
أنا المَرايَا
وهي تَتَهَشَّمُ إذا رَأَت سُحنَتِي
فَفي المَرايَا حَكايَا وَبَغَايَا
فَيَا أَيُّها العِيدُ القادمُ بِلا عِيدٍ
عُدْ أَدراجَكَ فَمَا عَادَ على هذا الأديمِ
مَن يُحسِنُ البَهجَة
مَشغولونَ باعادةِ الفجيعة الى صدورِ الأعداء