المنشور

نجاة المتروك القارئة النهمة التي هزمت المرض بالقراءة

تقول: “في مارس 2014 كنت أرقد في مستشفى السلمانية إثر نوبة “سكلر” حادة ألمت بي. صادف ان قرأت عبارة تحدي الألم بالقراءة، وكان التحدي قراءة مئة كتاب كل عام.
الهمتني تلك العبارة للكاتب السعودي مروان بخيت، قررت حينها أن خوض ذلك التحدي، بدأت اقرأ، وأقرأ وأقرأ، واستطعت حينها بنهاية ذلك العام أن أنتهي من قراءة 72 كتاباً، حتى وإن لم أكمل المئة كتاب، لكني كنت حينها راضية عن نفسي، خاصة أنني لم أبدأ القراءة منذ بداية العام.
إن ما حدث كان مفاجأة بالنسبة لي، تباعدت نوبات الألم إلى حدٍ كبير وخفّت كثيراً، لدرجة أنني نسيت معها انني مصابة بالسكلر (فقر الدم المنجلي)”.
إنها القارئة النهمة نجاة المتروك التي تعرّفت عليها قريباً جداً، عبر حسابها في الإنستغرام، حساب جميل وأنيق يهتم بعرض الكتب، وكتابة ملخصات عنها. تحتفظ نجاة بمكتبتين في بيتها، واحدة كبيرة وأخرى صغيرة حصلت عليها كهدية من أمها في عيد ميلادها.
نجاة لا تعير كتبها لأحد. كل أصدقائها ومعرفها يعرفون ذلك.. نجاة تقرأ كل الوقت، لا وقت محدد عندها، بل تقرأ أغلب الوقت.
سألتها: وإذا كنت تلتهمين الكتب التهاما، فهل تكتبين؟
جاء جوابها صادماً لي: “لا أكتب. كنت أتوقع أن كل من يقرأ كثيراً يكتب أو متعلق بالكتابة، بشكل أو بآخر”. “ليس بالضرورة أن يكون القارئ كاتباً” -أردفت. “لكني أكتب عرض وملخصات للكتب التي أقرأها وأنزلها في حسابي في الإنستغرام.” وسألتها سؤال يؤرقني: كيف تجدين كل هذا الوقت لقراءة كلّ هذا الكم الهائل من الكتب؟
أجابت: “أنا غير مرتبطة بعمل رسمي، وأيضاً ليس لدي مسؤوليات في المنزل، غير مطلوب مني ان انجز أي أعمال، ولكني أساعد أمي قليلاً بين حين وآخر”.
وأين تجدين كل تلك العناوين؟
“بعض العناوين احصل عليها من الأصدقاء، سواء من البحرين أو من خارج البحرين، ومن المكتبات، أنتقي الكتب التي أود قراءتها بعناية وأغلب قراءاتي هي روايات”.
نجاة التي تمكنت من تحويل نقاط ضعفها إلى نقاط قوة. تحدّت الألم ولم تستلم، تقول: “هل أستطيع فعل شيء. نعم نستطيع فعل الكثير إذا ما استطعنا فهم نقاط قوتنا وضعفنا وبحثنا عن الفرص الكامنة في ثنايا المشكلة أياً كان نوعها”.