المنشور

النقابات ضرورة للنضال العمالي

المهتمون من نشطاء الحركة العمالية والنقابية بحاجة لتثبيت المفاهيم والأسس التي تعنى بالحركة العمالية والنقابية ومنها تلك المعولة على أن يلعب الحراك النقابي الدور النضالي بقيادة الحركة العمالية النشطة ورفع مستوى الوعي الحقيقي في صفوف جموع الكادحين، مثل هذا الوعي ضروري للاستفادة من تجارب ونضالات الطبقة العاملة والمنظمات والاتحادات النقابية لإفشال القوى التي تحاول دائماً تشويه للحقائق التي توضح أهمية أن تستمر الطبقة العاملة في نضالها.

 إن المواقف الانتهازية وبأوامر من قبل أرباب العمل والأنظمة مستميتة في محاولاتها الاستحواذ على القرار العمالي والنقابي لإخفاء جوهر نضال التنظيمات النقابية في الدفاع المستمر عن العمال وحماية المصالح والحقوق المكتسبة لهم ولسائر الشغيلة، اليدوية والفكرية.

ومن أهم ما يجب أن تقدم من ثقافات عمالية هو أن يعي العمال انهم مصدر الغنى والرفاهية لأصحاب المصانع والمعامل الذين يمتلكون المصانع والآلات التي لا يمكن ان تدار إلا بقوة العمل التي يمثلها الكادحون، كما أن التعريف بالنضال الطبقي أمر مهم حتى لو كانت هناك بعض المواقف والآراء عند من يتنكرون لذلك، فالعلوم الماركسية تؤكد صحة ذلك حسب التحليل الطبقي للتشكيلات الاجتماعية على مر التاريخ.

وللعمال حقوق اجتماعية وسياسية ومطلبية، وهو ما يعني ألا تقتصرالثقافة العمالية فقط على الهم المعيشي بل تحتاج جماهير العمال لأن تعي معنى العمل الوطني بعيداً عن التحركات الطائفية والمذهبية التي تشتت وتضعف الصفوف العمالية وتقلل من دور الوحدة والتضامن العمالي.

 ويجب أن يدرك العمال أن البرجوازية الرأسمالية هي طبقة على مستوى العالم تمثل دائماً 1% بالنسبة لسكان كل البلدان، ورغم أن جماهير العمال وسائر الكادحين يمثلون 99% من عدد السكان إلا انه ونتيجة لأن الرأسمالية هي التي تتحكم في السياسة بحكم تملكها للقوة الاقتصادية والعسكرية، ألا إنها تحاول دائماً ان تبحث عن مصالحها حتى لو وجب أن ترتكب الحروب العالمية والإقليمية وها نحن نعيش في الوطن العربي المضطرب جراء السياسات للتبعية للرأسمالية.

ان القوى الديمقراطية والتقدمية واليسارية يجب ان تؤثر في وعي العمال وان تعزز فيهم مقولة “لينين” “يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا”، وعليه يجب أن يعي العمال ضرورة الانضمام للنقابات، والعمل من داخلها لتحقيق مصالحهم، وإذا لم تكن هناك نقابات وجب المطالبة بتشكيلها كحقٍ من حقوق العمال والكادحين على مستوى العالم.

ثم يجب العمل على تشكيل النقابات المهنية والقطاعية لأن فيها الألوف من العمال والكادحين، حيث سيسهم وجود النقابات وقيام الاتحادات في توحيد الصفوف ووحدة الكلمة والتحرك في المطالب وحماية المكتسبات ورفع المستوى المعيشي الذي يتأثر باستمرار مع سياسة رفع الأسعار والضرائب.