المنشور

كلمة جمعيتا المنبر التقدمي والتجمع القومي في اللقاء التضامني مع الشعب الفسطيني بجمعية المنبر التقدمي – الثلاثاء 19 ديسمبر 2017

 

الضيوف الكرام

الرفاق الأعزاء

كل التقدير والشكر للرفاق الأعزاء في المنبر التقدمي على تنظيم هذه الفعالية المشرفة باسم  الجمعيتين القومي والتقدمي، ونرحب أجمل ترحيب بكل من يساهم معنا في هذا المهرجان من جمعيات وفنانين وشعراء لنعلنها صوتا واحدا وقويا إن شعب البحرين بكل أطيافه وتلاوينه وفئاته يقف صفا واحدا مع شعبنا العربي في فلسطين، ومع القدس الشريف عاصمة لفلسطين، كل فلسطين، ويرفض ويستنكر ويدين قرار الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل والغاصب.

لقد جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمثابة تتويج لوعد بلفور المشئوم وهو قرار بقدر ما يحمله من عدائية واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب، وبقدر ما يمثله من تعدي صارخ على حقوقهم التاريخية، فإنه يعكس في واقع الأمر حقيقة المواقف والسياسات الأمريكية الداعمة والمنحازة بصورة دائمة ومطلقة للكيان الإسرائيلي المحتل، والتي تجددت يوم أمس باستخدام حق النقض الفيتو الأمريكي ضد القرار الذي تقدمت به مصر بالرغم من موافقة جميع أعضاء مجلس الأمن الأخرين عليه في تحدي صارخ ومستهجن لكل القرارات والمرجعيات الدولية التي ترفض المساس بالوضع الاعتباري القانوني والسياسي لمدينة القدس الواقعة تحت الاحتلال.

كما أننا نجد في هذا القرار ابتزازاً صارخاً للفلسطينيين والعرب في محاولة لإجبارهم على الإذعان والرضوخ لإدارة المحتل ولأطماعه العدوانية التوسعية، وإن الصمت أو السكوت على هذا القرار يعني القبول بتهويد القدس وتدمير هويتها العربية، ومسح كل معالمها وأرثها التاريخي الحضاري والإنساني باعتبارها أولى القبلتين. ولا يخفى أن هذه الأهداف تمثل أولويات الحركة الصهيونية العالمية باعتبارها حركة عنصرية عدوانية توسعية غير مشروعة.

ولا يخفى عليكم أيها الأعزاء تسارع خطوات بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني بالتزامن مع هذه القرارات، مما يرسل إشارات واضحة بقبول هذه الأنظمة لهذه القرارات والتواطؤ في تصفية القضية الفلسطينية، ولا يقل خطورة عن ذلك تلك الزيارات المشبوهة والمرفوضة والمدانة التي تقوم بها بعض الشخصيات والجمعيات المحسوبة زورا وبهتانا على بلدنا الحبيب للكيان الغاصب، مع الترويج لقرب زيارة وفد من رجال أعمال الكيان المحتل للبحرين، الأمر الذي يفرض علينا مطالبة كافة القوى المدنية والشعبية والسياسية والمهنية والشخصيات الوطنية ورجال الأعمال التعبير عن رفضهم لمثل هذه التحركات وإعلان البراءة منها انتصارا للسجل الناصع من المواقف التاريخية المشرفة للبحرين أرضا وشعبا مع القضية الفلسطينية.

إننا في هذه المناسبة نجدد مطالبتنا لمختلف القوى والفصائل الفلسطينية بتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية  ونبذ الفرقة و حقن الدماء و تغليب المصلحة الوطنية للفلسطينيين وتوجيه الطاقات والإمكانيات والمقدرات ضد العدو الصهيوني الذي يوظف هذا الانقسام ليوغل في مشاريع التهويد و الاستيطان و مشاريع التسوية التي لن تخدم سوى الصهاينة المحتلين وأعوانهم.

كما أننا نطالب الدول العربية بضرورة اتخاذ موقف حازم يجبر الإدارة الأمريكية على التراجع عن قرارها، والذي يأتي استكمالاً للجريمة التاريخية والإنسانية التي أقدمت عليها القوى الاستعمارية في حق الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال إجراءات وقرارات عملية حازمة ضد المصالح السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية الأمريكية في البلاد العربية، والإعلان صراحة عن مقاومة أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي رأت الإدارة الأمريكية في التهاون الخطير من قبل بعض الأنظمة العربية معه ضوء أخضر آخر للمضي في قرارها المشئوم.

كما أننا ندعو كافة القوى الوطنية والقومية والتقدمية وجماهير الأمة العربية على امتداد الساحات العربية بضرورة التحرك إنتصاراً لقضية فلسطين وإعادتها إلى واجهة الاهتمام كقضية مركزية في النضال العربي، والتمسك بالثوابت الوطنية والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني عن طريق دعم نضالاته المشروعة، والتصدي لكل محاولات التطبيع الجارية مع العدو المحتل، ورفض إخضاع هذه الحقوق للمساومات أو التفريط بها وفي المقدمة منها حقه في العودة وتحرير كال أرضه المغتصبة ، وتقرير مصيره وبناء دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي الختام، فأننا نتوجه بالتحية والإكبار والاعتزاز لانتفاضة شعبنا الفلسطيني الذي خرج في المدن الفلسطينية ليعبر عن رفضه المطلق للقرار الأمريكي ونترحم على الشهداء الأبرار الذين سقطوا في الانتفاضة، كما نحي المسيرات والمظاهرات التي خرجت في العديد من الدول العربية ودول العالم معبرا عن ضمير العالم الحي والرافض لذلك القرار، ونحي باعتزاز وفخر ما عبر عنه شعبنا في البحرين بكل فئات وتلاوينه وجمعياته خلال الأيام الماضية من صور رائعة للتضامن والوقوف إلى جانب أشقاءه الفلسطينيين، وإلى جانب الحق الفلسطيني، وهي المواقف الأصيلة والصادقة التي نعتز بها جميعا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،