المنشور

بعد صراع مرير مع المرض: فنزويلا: وفاة الرئيس هوغو شافيز

رشيد غويلب
 
في
الساعة 4.47 من عصر أمس الاول الثلاثاء، وفق توقيت العاصمة كراكاس،  أعلن
نائب الرئيس الفنزويلي نيكلاوس مادورو وفاة الرئيس هوغو شافيز. وجاء
الاعلان الرسمي بعد اجتماع مادورو مع القيادة السياسية للحزب الاشتراكي
الذي يقود التحالف اليساري الحاكم في فنزويلا.
ودعا
مادورو انصار الحركة الاشتراكية، في الكلمة، التي القاها في الساعة
الخامسة عصراً، و تم نقلها مباشرة الى جميع انحاء البلاد،  الى التجمع امام
المستشفى العسكري. وفي الساحات العامة في العاصمة كراكاس: ” دعونا ننشد
اغنية فنان المقاومة الخالد علي بريميرا: يموتون من اجل الحياة لا يمكن ان
نسميهم موتى” .




وحال الإعلان عن وفاة شافيز توالت برقيات التعازي من جميع بلدان امريكا اللاتينية.


 الرئيسة
الأرجنتينية كريستينا فرنانديز كيرشنر الغت فعالية كانت مقررة مساء
الثلاثاء، واعلنت الحداد الرسمي في البلاد لمدة ثلاثة ايام. والرئيس
الاكوادوري روفييل كوريا “اعلن تضامن بلاده” في مواجهة هذه الخسارة الهائلة
لفنزويلا و جميع بلدان أمريكا اللاتينية “. وعبرت الرئيسة البرازيلية
ديلما روسيف عن حزنها لوفاة شافيز”، معتبرةً أنها “خسارة لا تعوض لرجل عظيم
في أميركا الجنوبية”. وأعلنت الحكومة الكوبية أن هوغو شافيز “رافق أب
الثورة الكوبية فيدل كاسترو مثل ابن حقيقي”، وأعلنت الحداد مدة ثلاثة أيام.


 
 وقال  الرئيس الكولومبي مانويل سانتوس ان  وفاة شافيز خسارة كبيرة
لفنزويلا والمنطقة، واضاف:  “إن أفضل ما نقدمه تخليدا  لذكراه هو أن نتوصل
إلى تسوية ونهاية للصراع في كولومبيا، لان هذا ما أراده الرئيس الراحل”.


 وحتى زعيم المعارضة الفنزويلية اليميني ، أعرب عن تعازيه  لأنصار تشافيز وافراد اسرته”.


وفي
برلين ابّنت قيادة “حزب اليسار” الالماني هوغو شافيز: ” ان فقدان شافيز
خسارة لفنزويلا، وامريكا اللاتينية، وجميع قوى اليسار في العالم. لقد كان
شافيز داعية مقداماً لعالم جديد، وناضل لتحقيق رؤيته لعالم افضل من خلال
اشتراكية القرن الحادي والعشرين. وكان شافيز نموذجا في العمل من اجل
التكامل بين بلدان امريكا اللاتينية وبلدان البحر الكاريبي، ومن اجل الحد
من نفوذ الولايات المتحدة وتعزيز استقلال بلدان القارة”.”.
واكدت
الرئاسة الفرنسية ان تشافيز “ترك أثراً عميقاً في تاريخ بلاده”. وأصدر
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بياناً أشار فيه إلى أن “الرئيس الفنزويلي
الراحل، كان يبدي رغبة لا يمكن إنكارها في السعي الى العدالة والتطور”.


من جهته أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تشافيز “كان رجلاً استثنائياً وقوياً في تطلعه إلى المستقبل”.




ثوري ورئيس


ولد
الرئيس شافيز في عام 1954  ابنا لمعلم ريفي في قرية سابانيتا في ولاية
بارنياس، وتولى رئاسة الجمهورية في عام 1999 ، واعيد انتخابه في السنوات
الماضية من قبل الاكثرية المطلقة من الفنزويليين رئيسا للجمهورية.


بدأ
شافيز حياته السياسية عام 1978 كعضو في الحزب الثوري الفنزويلي المحظور،
وفي عام 1982 استطاع انشاء هياكل تنظيمية لحزبه في الجيش، وهي التي قامت في
عام 1992 بانتفاضتين ضد الحكومة. ونال شافيز شهرة واسعة عندما اعلن من
شاشات التلفزيون مسؤوليته عن المحاولات الثورية الفاشلة قائلا: “لقد فشلنا
في هذه المحاولة”. ووجه نداء لزملائه المشاركين في التحرك العسكري طالبا
منهم وقف نزيف الدم. وقد تحولت كلماته فيما بعد منطلقا لحركة جماهيرية
واسعة. في عام 1995 اسس شافيز مبادرة انتخابية بأسم “الجمهورية الخامسة”،
وهي التي استطاعت في النهاية الانتصار في انتخابات 1998، وانهت بذلك حكم
القوى اليمينية المتحالفة مع الاقطاع. وكان حينها  أكثر من 60 في المائة من
الفنزويليين يعيشون تحت خط الفقر، ونسبة التضخم تبلغ 110 في المائة. وقد
تغير هذا الواقع بوضوح في السنوات الـ 14 الماضية.


طريق الشعب – ٧ مارس ٢٠١٣