المنشور

ندوة دور الشباب في التغيير | أحمد عبدالأمير



الشباب العربي و التغيير … بين الاشكاليات و
الحلول









ورقة مقدمة في جمعية المنبر الديمقراطي
التقدمي






13 ابريل2014






          



اعداد: أحمد عبدالأمير يوسف








 




مقدمة:











يشكل الشباب في
العالم العربي اليوم الفئة الاكبر عددا والأهم نوعا والاقدر فاعلية في جميع
المستويات وخاصة في العملية الانتاجية. وبالرغم من ان المجتمعات العربية هي
مجتمعات شابة وحيوية اساسا، الا ان هذه الفئة الواسعة من السكان هي الأكثر عرضة
للتحديات المصيرية الكبرى والأكثر استهدافا من غيرها من قبل الحكومات الاستبدادية
التي تخشى غضبهم وثورتهم.






لقد لعب الشباب
دور المحرك في انتفاضات الربيع العربي ووقودها، و الذين يجمع بينهم قاسم مشترك
واحد و هو دورهم الطليعي ويساندهم في ذلك بقايا الطبقة الوسطى التى كادت ان تضمر.
وقد ساهمت وسائل الاتصال الالكترونية الحديثة كالانترنت والتلفزيون والموبايل
والفيس بوك والتويتر وغيرها على نشر افكارهم وطموحاتهم وتحولت الى وسائل توعية
وتثقيف و تنوير، بل والى اسلحة عصرية استخدمها الشباب لمواجهة الدكتاتورية و بصورة
سلمية.







 




لماذا الشباب؟











تبلغ نسبة الشباب
في العالم العربي اكثر من 60% من عدد السكان. ويبلغ عدد الفئات العمرية بين 15-29
سنة عام 2009 حوالي 113 مليون شخص، حسب احدث تقديرات الأمم المتحدة. وهو ما يساوي
ثلث مجموع سكان العالم العربي وحوالي 47% منهم تقريبا حسب تقديرات اخرى.






ويمتاز سن الشباب
على مراحل العمر الأخرى بمزايا أساسية توفر له أهلية خاصة في مشاريع التغيير ومنها
الطاقة والحيوية المتجددة والمتفجرة والتفاعلية مع المتغيرات والأحداث، وعلو الهمة
والقدرة على العطاء البدني والعقلي، والطموح المتجدد والكبير وعدم الاستسلام
واليأس، وحب المغامرة ومواجهة التحديات وعدم الخوف، ورفض الذلة والاستسلام للظلم
أو التعايش معه، والقدرة على التطوير والتطور، والتخفف من أعباء الدنيا






وعندما نخص
الشباب في الحديث فإننا نعني الأعمار التي تناسب مقام المهمة وحاجاتها، حيث أن
الجهاد والمقاومة والعمل في بناء الجيوش تعد الأعمار 16 – 25 عاماً هي المثالية
بالنسبة له، فيما تعتبر سنوات 18 – 22 عاماً من أهم مراحل العطاء العقلي والمشاركة
الفاعلة للشباب في المرحلة الطلابية في بناء شخصيته والتفاعل السياسي مع المحيط،
بينما يمثل الشباب في سن 22-35 مشروع القيادة والريادة في بناء الأمة، وتوجيه دفة
مسارها، واستعادة كرامتها، وبناء مشروع نهضتها.







 



 




التحديات الكبرى
التي تواجه الشباب العربي:












اولا – ارتفاع
نسبة (الأمية التقليدية و الأمية الحديثة) في أوساط الشباب العربي، و انهيار
منظومة التعليم العالي و البحث العلمي و عدم مواكبة المناهج التعليمية لآخر
المستجدات العلمية و التقنية.














 ثانيا – تراجع الاقتصاد الانتاجي الحقيقي رغم
تضخم العائدات الريعية الناتجة عن ارتفاع أسعار البترول الا ان هذه العائدات توجهت
للمضاربة في قطاعات العقارات و الأسهم و لم توجه للقطاعات الانتاجية مما أدى الى
تفاوت طبقي كبير و تحول المجتمعات العربية الى مجتمعات استهلاكية معتمدة بشكل شبه
كامل للسلع و الخدمات المستوردة.






ثالثا –
الاستبداد السياسي و ما ترتب عليه جمود في هيكلية أغلب أنظمة الحكم العربية مما
أدى الى توغل الفساد و المحسوبية في أجهزة الدولة و غياب الرقابة على مؤسساتها
بسبب تزوير ارادة الشعب في انتخابات صورية معدة النتائج سلفا.






رابعا- ظهور نزعة
التطرف الديني و المذهبي لدى الشباب العربي و خاصة بعد غزو القطر العراقي (2003) و
محاولات شيطنة المقاومة ضد العدو الصهيوني و الاحتلال الأمريكي و طأفنة انتفاضات
الربيع العربي و التدخلات الاقليمية و الأجنبية و أموال (البترودولار) الفاسدة
التي ساهمت بدورها في ظهور نزعات قبلية و طائفية و مناطقية أعادت الأمة العربية
الى زمن ملوك الطوائف  و النحل و أمراء
الحروب. 







 




الحلول المقترحة
لمواجهة التحديات التي تواجه الشباب العربي:












أولا- رفع معدلات
الانفاق على قطاعات العليم الأساسي و العالي و البحث العلمي و وضع خطة قومية
للقضاء على الأمية و تطوير المناهج العربية مما يساهم في تقليل الفجوة بين اقتصاد
اليوم القائم على المعرفة و مخرجات النظام التعليمي.






ثانيا- اعادة
توجيه الاستثمارات العربية من قطاعات المضاربة الى قطاعات انتاجية حقيقية ذات قيمة
مضافة على الاقتصاد العربي و تساهم في حماية المجتمعات العربية من الاتكال على
المنتجات المستوردة و تعزيز الاستثمارات البينية مما يقلل الفجوات الاقتصادية
الهائلة بين الأقطار العربية.






ثالثا- نقل
السلطة الى أبناء الأمة و بناء دولة المواطنة الدستورية و تعزيز مبدأ فصل السلطات
و اشراك الشباب العربي في مراكز اتخاذ القرار و تعديل قوانين الترشح و الانتخاب
مما يساهم ايصال الشباب للمراكز القيادية.






رابعا- تجريم
الطائفية و التمييز على أساس ديني و طائفي و قبلي و مناطقي و توجيه الخطاب الديني
مما يساهم في رفعة الأمة و وحدتها.