المنشور

كلمة نائب الأمين العام للشؤون التنظيمية في المنبر التقدمي فاضل الحليبي في أمسية احياء ذكرى الشهداء

الرفيقات والرفاق الأعزاء
الحضور الكريم
أسعدتم مساءًا

نلتقي هذا المساء لنحيي ذكرى الشهداء، شهداء الشعب والحركة الوطنية الديمقراطية، المناضلين الشجعان الذين ضحوا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية في بلادنا، وفي سبيل انتصار القيم والمبادئ الإنسانية، في مجتمعٍ لا يستغل فيه الإنسان أخيه الإنسان، ومن أجل وطن تسود فيه الحريات العامة والوئام والوحدة الوطنية.
تمر هذه الأيام الذكرى الثانية والأربعون لاستشهاد المناضلين الرفيق محمد غلوم بوجيري والشاعر الرفيق سعيد العويناتي، في 2 و12 ديسمبر من عام 1976، واعتدنا في الحركة الوطنية أن نحيي هذه الذكرى كل عام لكي تتذكر الأجيال المتعاقبة تضحيات هذين البطلين من المناضلين الذين نذروا أنفسهم من أجل الوطن والشعب، فسطروا الصفحات الناصعة البياض في تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية، تاريخ ترسخ في تراب الوطن بالدماء و الدموع لتنبت أرض دلمون ثمارها الجميلة في الثقافة والفكر، وبالرغم من قساوة الضربات البوليسية التي تعرض لها طوال العقود من السنيين، إبان فترة الاستعمار البريطاني وفيما بعد، فإن التيار الوطني الديمقراطي ظلّ ثابتاً على مواقفه، منغرس الجذور في وجدان الشعب وفي تربة الوطن.
كما نحيي هذا المساء أيضاَ الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد رفيقنا الدكتور هاشم اسماعيل العلوي في 18 سبتمبر من عام 1986، عندما شنت حملة اعتقالات واسعة ضد مناضلي جبهة التحرير الوطني البحرانية الذين تعرضوا للتعذيب، سقط خلالها رفيقنا شهيداً، وحكم الرفاق الآخرون بالسجن لسنوات طويلة، كما نفي خارج الوطن الرفيق المرحوم عزيز ما شاء الله
ونحن نحيي ذكرى الشهداء الابرار محمد وسعيد وهاشم، مرت علينا قبل يومين وتحديداً في السابع من ديسمبر من هذا العام، ذكرى يوم الانتصار الكبير لمرشحي كتلة الشعب المشكلة من جبهة التحرير الوطني البحرانية بالتعاون مع عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة، عندما فاز ثمانية من مرشحيها الاثني عشر في السابع من ديسمبر عام 1973.
لقد مرَّ خمس وأربعون عاماً على أول تجربة برلمانية في البحرين، التي كانت بالرغم من قصر الفترة الزمنية لها، تجربة مفيدة بكل إخفاقاتها ونجاحاتها، أكدَّت بأن تمثيل الشعب تكليف وليس تشريف، حيث كانت الكتلة صوتاً للشعب ومعبراً صلباً وشجاعاً عنه، ويعود الفضل في ذلك بالإضافة إلى كفاءة أعضائها لبرنامجها الذي على ضوئه دخلت الانتخابات وعندما فازت التزمت بتنفيذه، من خلال التفاعل والترابط القوي بينها والجماهير.
ونحن نتذكر تجربة رفاقنا وأصدقاءنا الذين حققوا الانتصار الرائع في السابع من ديسمبر 1973، يحق لنا في المنبر التقدمي بأن نفرح ونحتفل بفوز إثنين من رفاقنا هما عبدالنبي سلمان وسيد فلاح هاشم من قائمة تقدم بعضوية مجلس النواب، ومعهم الشخصيات الديمقراطية في مجلس النواب والمجالس البلدية، و حصول رفيقتنا إيمان شويطر على نسبة عالية من الأصوات فاقت ال 44%، وبهذا سيظل شهر ديسمبر شهراً هاماً في الحياة السياسية في البحرين بأحداثه الكبيرة والمؤثرة في التاريخ المعاصر لبلادنا.
وبعد إنجاز هذا الفوز تأتي المهام والعمل الجاد على معالجة العديد من الملفات والقضايا، حيث ينتظر شعبنا أداء مختلف لمجلس النواب الجديد 2018، بعد أن خيب آماله وتطلعاته مجلس النواب لعام 2014، فالشعب يتطلع إلى مجلسٍ يكون أداؤه عوناً للشعب ورقيباً على أداء السلطة التنفيذية.
شعبنا يريد مجلساً للنواب يدافع عن حقوقه ويسعى لتلبية مطالبه في العدالة الاجتماعية والمساواة، ويساهم في أن يرفع عن كاهله الظلم والغبن والفقر، ولا يحمله أعباءأً مالية إضافية بسبب أخطاء السلطة التنفيذية، التي تنفذ وصايا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ليزداد شعبنا فقراً وبطالة وتهوراً في الخدمات الصحية والاسكانية والتعليمية، والاجتماعية بشكلٍ عام.
إننا نتطلع أيضاً إلى أن يعمل مجلس النواب الجديد على إيجاد حل سياسي شامل يخرجنا من تداعيات أحداث 2011، ويعيد الزخم والحيوية للحياة السياسية في البلاد التي كانت عليها بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني الذي حصل على إجماع وطني قلَّ نظيره في عام 2001.
بالإضافة إلى الأوضاع السياسية الصعبة هناك الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تقلق المواطنين، وبالأخص بعد رفع الدعم عن الطاقة والمحروقات وبعض السلع وفرض مزيد من الضرائب والرسوم وآخرها ضريبة القيمة المضافة، للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية والتقليل من تزايد الدين العام، الذي قد يصل هذا العام لأكثر من 12 مليار دينار غير الفوائد المترتبة عليه.
ما هو متاح من مؤشرات لا يشير إلى أن البلاد سوف تتعافى، قريباً، من الأزمة المالية والاقتصادية وبالأخص بعد إعادة تشكيل نفس الحكومة دون أي تغيير أو تجديد يذكر في الوجوه، ما يشير إلى استمرار نفس السياسات، فيما المطلوب هو اتباع منهج جديد للتصدي لما تواجهه البلاد من صعوبات، بهدف إخراجها من دوامة هذه الصعوبات، ونتطلع إلى أن يكون السلطة التشريعية إسهامها في ذلك.
المجد والخلود للشهداء محمد وسعيد وهاشم
المجد والخلود لكل شهداء شعبنا الابرار.

9 ديسمبر 2018