المنشور

استغلال “تمكين”

ما يقوم به بعض أصحاب الأعمال لا يمكن وصفه إلا على أنه جشع، ورغبة شرهة في الكسب دون أي اعتبارات اجتماعية أو حتى أخلاقية، الرغبة الجامحة في الكسب بأي بطريقة، ومنها ما يقوم به بعض أصحاب الشركات من توظيف حديثي التخرج من الشباب لمدة عامين ويقومون بتدريبهم على العمل واعطائهم مهامهم وواجباتهم، وبعدهما يتم انهاء عقود أغلب هؤلاء، لأسباب عادة ما تكون واهية في ظاهرها، اما ما بطن من أسباب ذلك، فهو انقضاء فترة دعم صندوق العمل “تمكين”.
ورغم ان إنهاء عقد محدد المدة بسنتين قانوني في ظاهره، لكن الطريقة التي ينهجها القائمون على تلك الشركات غير أخلاقية بلا شك، وإلا ماذا يعني توظيف شاب حديث التخرج وهو في مقتبل العمر المهني وبعد انتهاء دعم “تمكين” يتم التخلي عنه وإعادة الكرة مع آخرين من أجل الحصول على الدعم من جديد.
يركز برنامج دعم الأجور الذي أطلقته “تمكين” على توفير نوعين من الدعم المادي، الأول تدريب الموظفين والعمال على تحسين كفاءاتهم ليحققوا أعلى معايير الإنتاجية، والثاني دعم أو زيادة أجور الموظفين، في مسعى لمساعدة المنشئات على خفض تكاليف التوظيف أملاً في تنميتها.
وتشير إدارة تمكين إلى أن:” برنامج دعم الأجور يتماشى مع أهداف البرنامج الوطني للتوظيف وذلك بهدف تشجيع المؤسسات على توظيف المزيد من حديثي التخرج، وتعزيز ثقافة زيادة الأجور، والتأكيد على أهمية دور التدريب في زيادة الإنتاجية إلى جانب تخفيف جزء من النفقات على المؤسسات لمساعدتها على النمو والتطور والمساهمة في الاقتصاد الوطني”.
هدف صندوق العمل النبيل في دعم حديثي التخرج وتمكينهم من الولوج لسوق العمل كعمالة وطنية مساهمة بكل فعالية في التنمية، يواجهه جشع سافر من بعض الشركات والمؤسسات التجارية التي تعمل كالعلقات في امتصاصها لقدرات وامكانيات وجهود هذه الدماء الحديثة المندفعة بكل الأماني والطموح للحياة العملية.
هناك مسؤولية أخلاقية ووطنية يجب أن يحملها بكل أمانة أصحاب الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص في دعمها لتوظيف وتمكين العمالة الوطنية، هذه المسؤولية يجب تأطيرها في تشريعات حمائية من شأنها حفظ حقوق حديثي التوظيف والنظر في أسباب إنهاء عقودهم، كما يجب وضع تلك المؤسسات تحت الملاحظة الدقيقة، للبحث عما يمكن وصفه بالنمط في عمليات التوظيف وانهاء العقود من أجل تأمين دعم “تمكين”، وإن وجد لابد من محاسبة تلك المؤسسات محاسبة صارمة ووضعها ضمن قوائم غير مستحقي الدعم، بل ويجب أن تنال جزاءً أكثر قسوة من ذلك، يتناسب مع ما تقترفته من جرم لاغتيالها أحلام هؤلاء الشباب.