المنشور

قرار إسقاط الجنسية… بين السياسة المحلية والالتزامات الدولية

تُعرّف الجنسية بأنها علاقة قانونية تربط الفرد بدولة معينة أو تعيد
انتسابه مع دولة معينة، وتقوم العلاقة على أساس الحماية من جانب الدولة
والخضوع من جانب الفرد.

ومن هذا التعريف يتضح أن مفهوم الجنسية يتكون من العناصر الآتية:

– وجود شخص بما له من حقوق والتزامات.

– وجود دولة محددة الملامح والكيان الدولي.

– وجود علاقة سياسية وقانونية بين الفرد والدولة.

وقد
أقر القانون الدولي أن تنظيم الجنسية من الأمور المتروكة لمطلق تصرف
المشرع الداخلي في كل دولة، وله أن يضع لها من النصوص ما يشاء، وقد أقرّ
القانون الدولي أن قانون الجنسية من الأمور المتروكة لمطلق تصرف المشرع
الداخلي في كل دولة، وله أن يضع لها من النصوص ما يشاء. وقد أقرّت بعض
القيود التي يجب على الدولة الالتزام بها عند وضع قانون الجنسية، وذلك حسب
تعريف مؤتمر لاهاي 13 أبريل 1930 حيث وضعت هذه القيود فى (م 1) ونصت على
«تختص كل دولة بأن تحدد في قوانينها الأشخاص الذين يتمتعون بجنسيتها،
وتعترف الدول الأخرى بتلك القوانين في حدود عدم تعارضها مع الاتفاقيات
الدولية والعرف الدولي ومبادئ القانون العام المعترف به من الدول على وجه
العموم في مسائل الجنسية».

وإعمالاً للمادة الأولى من اتفاقية لاهاي
فقد عرفت محكمة العدل الدولية بمناسبة حكمها في قضية نوتوبوم 1955 الجنسية،
بأنها رابطة ترتكز على حقيقة اجتماعية من التلاحم، ورابطة فعلية من الوجود
والمصالح والأحاسيس مرتبطة بحقوق وواجبات متبادلة، ويمكن القول بأنها
عبارةٌ عن التعبير القانوني لحقيقة أن من يتمتع بها، سواء بطريقة مباشرة
بالقانون أو بقرار من السلطات، مرتبط مع سكان الدولة المانحة للجنسية أكثر
منه مع أي دولة أخرى». عرفت محكمة العدل الدولية بمناسبة حكمها في قضية
نوتوبوم 1955 الجنسية بأنها رابطة ترتكز على حقيقة اجتماعية من التلاحم،
ورابطة فعلية من الوجود والمصالح والأحاسيس مرتبطة بحقوق وواجبات متبادلة،
ويمكن القول بأنها عبارة عن التعبير القانوني لحقيقة أن من يتمتع بها،
سواءً بطريقة مباشرة بالقانون أو بقرار من السلطات، مرتبط مع سكان الدولة
المانحة للجنسية أكثر منه مع أي دولة أخرى.

فالجنسية رابطة قانونية
أساسها واقع اجتماعي من الارتباط والتضامن والإقامة الفعلية والمصالح
والمشاعر، متصلة بالمعاملة بالمثل في الحقوق والواجبات، ويترتب على ما تقرر
في المواثيق الدولية، والقضاء الدولي المقارن وهو بصدد تطبيق إحكام تلك
العهود والمواثيق الدولية، هذا بأن قرار الدولة بمنح الجنسية أو سحبها، لا
ينبغي أن يكون قراراً تحكيمياً فهو لا يسري في مواجهة الدول الأخرى إلا إذا
جاء كترجمةٍ حقيقيةٍ بين الفرد وبين الدولة التي تعطيه الجنسية أو تسحبها
منه.

وسنعرض في هذه السطور رؤية قانونية بشأن إسقاط الجنسية
والترحيل القسري لعديمي الجنسية من البلد الذي أسقطت جنسيتهم عنهم وفقاً
للقانون الدولي باعتبار أن ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان!

أولاً: إسقاط
الجنسية عمن لا يملك جنسية أخرى بما يجعله عديم جنسية: إن إسقاط الجنسية
وتحويل الدولة أحد مواطنيها إلى شخصٍ عديم الجنسية، يتعارض مع ما نصت عليه
المادة (15) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه:

1 – لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.

2
– لا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفاً أو إنكار حقه في تغييرها؛ إذ أنه
وبغض النظر عن أي جدلٍ قد يثيره البعض بشأن اتصاف هذا الإجراء بالتعسف من
عدمه، فإنه بحد ذاته يعتبر إجراءً تمهيدياً للإخلال بحق هذا الإنسان في
التمتع بجنسية ما، ويجب على السلطات الامتناع عن الأخذ بهذا المسلك ؛ إذ أن
الحق في التمتع بجنسية ما، يستبطن حقاً مطلقاً لمن لا يملك جنسية أخرى غير
الجنسية التي يحملها، في عدم تجريده من جنسيته تلك، بغض النظر عن وجود
مبررات ظاهرة المشروعية من عدمه، لإسقاط جنسيته عنه، وهو بذلك يغدو قيداً
يضيّق من أي حق مقررٍ للدولة في قوانينها المحلية في إسقاط الجنسية وسحبها
من مواطنيها، أو إسقاطها عنهم، بحسب الأحوال المفصلة في القانون المقارن.

وينبغي
الإشارة هنا إلى أن التزام الدول بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وواجبها
في احترامه، وممارسة سلطاتها اتجاه الأفراد بما ينسجم معه، نابعٌ في الأصل
مما تنص عليه ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من أن الدول في الأمم
المتحدة، قد أكّدت في الميثاق من جديد، إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية
وبكرامة الفرد وقدره، وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية، وحزمت أمرها
على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قُدُماً، وأن ترفع مستوى الحياة في جو من
الحرية أفسح.

وكذلك ما تنص عليه الديباجة من أن غاية ما يتضمنه
الإعلان هو المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم، حتى
يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نُصبَ
أعينهم، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية
واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة
عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها.

كما
يجد سنده فيما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة المادة من أن مقاصد الأمم
المتحدة هي (: 1. .. 2. .. 3) «تحقيق التعاون الدولي على حلّ المسائل
الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، وعلى
تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً، والتشجيع على
ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال
والنساء».

وبموجب ذلك لا تملكُ دولةٌ عضو في هيئة الأمم المتحدة، كما
هو حال بمملكة البحرين، التهرب من احترام ما نصّ عليه الإعلان العالمي
للحقوق الإنسان، بحجة أنه لا يشكل صكاً دولياً تعاقدياً ارتبطت به، مادامت
هي ارتضت الدخول في عضوية منظمة الأمم المتحدة، والتزمت بميثاق المنظمة
الذي حدد أهداف المنظمة وما قد اجتمعت الدول الأعضاء بها، على احترامه،
بوصف أن القبول بمواثيق الأمم المتحدة وعهودها شرط لنيل عضوية الأمم
المتحدة.

ثانياً: إبعاد عديم الجنسية عن البلد الذي أسقطت جنسيته
عنه: إن إبعاد عديم الجنسية من قبل سلطات البلد الذي أسقطت جنسيتها عنه،
بنحو قسري إلى خارج ذلك البلد، يعد انتهاكاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية من عدة جوانب، وبشكل أساسي ينتهك المادة (12) من العهد
الخاصة بحرية التنقل، والتي تنصّ في البند (4) منها على أنه «لا يجوز حرمان
أحد، تعسفاً، من حق الدخول إلى بلده».

وقد أكّدت اللجنة المعنية
بحقوق الإنسان المنشأة بموجب المادة (28) من العهد، في التعليق العام رقم
(27) الصادر عنها بموجب المادة (40) من العهد، بشأن المادة (12) من العهد،
أن حق الشخص في الدخول لبلده ينطوي على اعترافٍ بعلاقة الشخص الخاصة بذلك
البلد. وهذا الحق له عدة أوجه، فهو يعني ضمناً حق الشخص في البقاء في بلده،
ولا يقتصر على حقه في العودة بعد مغادرة بلده…».

كما أكدت اللجنة
المومأ إليها كذلك، وهي بصدد إثبات التزام الدولة المنضمة له، باحترام حق
عديم الجنسية المقيم فيها، في البقاء فيها وعدم ترحيله قسرياً عنها، على
أنه «ولا تميّز صيغة الفقرة 4 من المادة 12 بين المواطنين والأجانب «لا
يجوز حرمان أحد…»، وبالتالي فإن الشخص الذي يحقّ له ممارسة هذا الحق يمكن
تحديد هويته بتفسير عبارة «بلده»، ونطاق عبارة «بلده» أوسع من مفهوم «بلد
جنسيته». وهو ليس مقصوراً على الجنسية بالمعني الشكلي، أي الجنسية المكتسبة
بالميلاد أو بالتجنس، بل إنه يشمل، على الأقل، الشخص الذي لا يمكن اعتباره
مجرد أجنبي، وذلك بحكم روابطه الخاصة ببلد معين أو استحقاقاته فيه. وينطبق
هذا مثلاً على حالة مواطني بلد ما جُرّودا من جنسيتهم بإجراء يمثل
انتهاكاً للقانون الدولي…».

وأكدت اللجنة كذلك على أنه بموجب
المادة (12) من العهد (21) «لا يجوز بأي حال حرمان شخص ما، تعسفاً، من الحق
في الدخول إلى بلده. والغرض من الإشارة لمفهوم التعسف في هذا السياق هو
التشديد على أنه ينطبق على أي إجراء من جانب الدولة، سواءً كان تشريعياً أو
إدارياً أو قضائياً، فالإشارة إليه تضمن بالضرورة أن يكون أي تدخل، حتى لو
بحكم القانون، متفقاً مع أحكام العهد الدولي وغاياته وأهدافه، وأن يكون في
جميع الأحوال معقولاً في الظروف المعينة. وترى اللجنة أنه «قلما تكون هناك
ظروف – إذا وجدت أصلاً – يمكن أن تعتبر معقولةً لحرمان شخص ما من الدخول
إلى بلده. ويجب على الدولة ألا تقوم بتجريد شخص ما من جنسيته أو بطرده إلى
بلد آخر أو تصر على منعه تعسفاً من العودة إلى بلده».

وينبغي الإشارة
هنا إلى أنه ونظراً إلى أن مملكة البحرين قد صادقت على العهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية في العام 2006، وصار ضمن نسيج التشريع الوطني
فيها، وباتت بموجب ذلك ملزمةً بحسب المادة (2) من ذلك العهد، باحترام
الحقوق المعترف بها فيه، سواءً بحسب ما تعبّر عنه نصوص العهد الدولي بشكل
مباشر في شأن هذه الحقوق، أو بحسب التطبيق الفعلي لنصوصه من قبل اللجنة
المعنية بحقوق الإنسان المنشأة بموجب المادة (28) منه أثناء مباشرة مهمتها
المحددة في المادة (40) منه، لكون الحقوق التي عالجها قد استقرت الإنسانية
على اعتبار التمتع بها من مستلزمات الكرامة الإنسانية؛ ولكونه بات بمصادقة
البحرين عليه بموجب القانون رقم 56/2006 جزءًا من المنظومة التشريعية
البحرينية التي تلتزم كل السلطات بتنفيذها بشكل مباشر أو بمراعاتها عند
تفسير نصوص التشريعات الأخرى لتجنب وقوع التناقض فيما بينها وبينه؛ مما
يستوجب مراعاة ما توافق عليه المجتمع الدولي بهذا الصدد بوصفنا جزءًا منه.
وعدم مناقضة ما التزمت به الدولة أمام المجتمع الدولي.

عبدالله الشملاوي

اقرأ المزيد

المثقفون وجدل الموقف

ما زالت
علاقة النخب بالسلطة في عالمنا العربي ملتبسة منذ الاستقلالات الوطنية،
بدءاً من مطلع النصف الثاني من القرن العشرين الماضي وحتى اليوم . وسبب
استمرار هذا الالتباس المتجسد في التأويلات المختلفة لهذا الالتباس، ناجم
عن جملة من العوامل التي يتصدرها التشكك وانعدام الثقة وانكشاف المثقف أعزل
من أي نوع من أنواع الحصانة، بما فيها الحصانة الحقوقية-المدنية التي
كفلتها له المواثيق الدولية، وضغط دواخل منابته الطبقية وجذور مختلف أنواع
العصبيات (الجهوية والقبلية والطائفية . .الخ) الخادعة بكمونها الظاهر
وتحفزها الباطن . ولعل هذا ما يجعلهم لقمة سائغة لدى كافة مراكز القوى
صاحبة القرار أو النفوذ أو التأثير في مجتمعاتها التي لم تنجز بعد مهام
سيطرتها على مقدراتها وعلى مصادر تراكمها الرأسمالي وتوظيفاته .


في هذا
السياق ربما صبت تصريحات رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال خلال لقائه
بممثلي منظمات المجتمع المدني في ولاية تلمسان، باعتباره رئيساً لحملة
إعادة انتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة . فقد هاجم الوزير الأول الجزائري
من سمَّاهم ب”النخبة المثقفة”، متهماً إيّاهم “بدفع المجتمع الجزائري نحو
اليأس والاكتفاء بالانتقاد فقط، المضر بمصلحة الجزائر، عوضاً عن تحمل
المسؤولية والانخراط في الشأن العام والحضور الميداني والعمل الجماعي،
ودأبهم على التقليل من قيمة جهود التنمية التي تبذلها الحكومة” .


إنها،
كما تلاحظون، اتهامات لاذعة تمس أنساق قيم ومناقبيات المثقفين الجزائريين،
ومن خلالهم جميع المثقفين العرب الذين هم، افتراضاً، على شاكلتهم .
.باعتبارهم مجرد “قوّالين”، لا يحسنون العمل بقدر ما يحسنون “هندمة” وتفخيم
الكلام .


فهل هم كذلك حقاً؟


دعونا أولاً نقرر في ضوء التجربة
الواقعية التاريخية، أن هذه الاتهامات أو التقولات بحق المثقفين العرب،
ليست جديدة . إنها ذات التقولات والتهجمات التقليدية التي ما انفكت ترددها
السلطات المعنية بالدفاع الأمني والإعلامي عن أداء الحكومات .


ومع ذلك
فإن الموضوعية تقتضي الإقرار بأن اجترارها من قبل السلطات القائمة على
تسيير شؤون الحكم في بلداننا، لا ينهض مبرراً ومسوِّغاً لرد دعواها ونقضها
تعسفاً . فليس كل دفعها مرسلاً، ففيها ما هو جدير بالتصديق، والنقد أيضاً .
نعم هنالك خطاب تثاقفي متعالٍ وآخر مرتبك، محض سياسي، غير مؤسس على علم
الاقتصاد التنموي للمجتمعات وشروط استدامته، فضلاً عن انتسابه الى ضروب
التنظير الرغائبي المقطوع عن واقعه وعن فرص نجاح تطبيقاته .


بل إن هناك
“أسراباً” متناسخة من رهط المثقفين الذين قرروا بمحض إرادتهم التخلي عن
وظيفتهم التنويرية والاستدارة الكاملة للانتقال الى ضفاف موالاة أصحاب
الغلبة والجاه والنفوذ، وذلك تحت ضغط آلة الترغيب والترهيب التي كلما ازداد
ضجيجها كان ذلك إيذاناً بتساقط مزيد من “الأوراق” .


ومع ذلك فإن
الموضوعية ذاتها تقتضي منا الإقرار بحقيقة أن الأغلبية الراجحة من النخب
العربية المثقفة متصالحة مع نفسها، ومع أنساق القيم المتشربة بها، في رفضها
الهادئ لكل أشكال الإغراءات والمساومات والضغوط، إظهاراً لالتزامها
بمناقبياتها وضمائرها قبل انحيازاتها العصبية (مرجعياتها الوضعية وغير
الوضعية) .


فليس من الإنصاف والحال هذه، أن يوجه رئيس الوزراء الجزائري
عبدالمالك سلال، كل تلك النعوت للمثقفين الجزائريين، فقط لأنهم يميلون
لترجيح وجهة نظر المعارضة الجزائرية فيما يتعلق بإعادة تجديد وصياغة مستقبل
الجزائر على أسس أكثر حداثةً ومعاصرةً ومواكبةً لاستحقاقات التغيير
وتحديات الحاضر والمستقبل .


كرئيس لحملة إعادة انتخاب الرئيس الجزائري
عبدالعزيز بوتفليقة، يملك رئيس الحكومة الجزائرية عبدالمالك سلال، كل الحق
في الدفاع عن استمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم اعتباراً بمخاطر وأهوال
الفراغ السياسي الذي يمكن أن يخلفه غيابه على المشهد الجزائري العام، على
النحو الذي أصاب عديد المجتمعات العربية التي “غامرت” بمحاولاتها استبدال
القديم بالجديد المجهول، وأن يدفع بما يشاء من مبررات انتصاراً لوجهة النظر
هذه . بل ويمكنه تذكير الجزائريين بإنجازات عهد الرئيس بوتفليقة ومنها
القضاء على التمرد الإرهابي المسلح توازياً مع نجاح برنامج المصالحة
الوطنية، وإطفاء الديون الخارجية للجزائر، ومراكمة احتياطيات جيدة من
العملة الصعبة لدى البنك المركزي، وإطلاق عدد من المشاريع التنموية
الرئيسية، إضافة إلى قيادة السفينة الجزائرية إلى بر الأمان وسط عواصف
“الربيع العربي” التي ضربت المنطقة على مدى السنوات الثلاث الماضية .


ولكننا
نزعم بالمقابل، أنه، أي السيد عبدالمالك سلال، لم يكن مضطراً لفتح معركة
غير ضرورية مع معشر المثقفين الجزائريين الذين يعدون إحدى الواجهات
الحضارية التي تتزين بها الدول المعاصرة، وإحدى الديناميات الفاعلة في
سيرورة العمل التنموي الكلي، على صعيده الأهم: المورد البشري .
اقرأ المزيد

من هم اليساريون الجدد؟

من خلال متابعتي لما يحدث في مصر العزيزة، اكتشفت أن هناك قوى شبابية
سياسية جديدة تُطلق على نفسها «الشيوعيون الجدد»، ولم أندهش عندما قرأت
أنها لا تضم مصريين ومصريات فقط، ولكن أعلنت عضوة شابة في الحزب الشيوعي
الكردستاني أنها انتمت لهذه الحركة، وشابة أخرى من الحزب الشيوعي
الإسرائيلي «راكاح» أعلنت انضمامها لهذا التنظيم، فنستطيع بذلك الإطلاق
عليه صفة «كسموبوليتي» وليس أمميا.

ورغم أن التجارب علمتنا أن
الشباب المتحمّس يؤسس تنظيمات سياسية ثم تتلاشى هذه التنظيمات بسبب خفوت
هذا الحماس، أو عدم بناء التنظيم على أسس تنظيمية سليمة وكذلك عدم وضوح
الرؤية لدى هذه التكوينات الشبابية.

وقد ظهر مصطلح اليسار الجديد
بقوة وتم التأصيل الفكري له في أحداث 1968 في فرنسا أثناء حركة الطلاب التي
بلورت النسق السياسي والفكري لليسار الجديد في أوروبا بشكل عام، وتبنّاه
عدد من المثقفين والمفكرين مثل هربرت ماركوزا أستاذ المناضلة الأميركية
أنجيلا ديفز وكذلك شارك جان بول سارتر وجان كوكتو، وذلك على خلفية الخلاف
مع الحزب الشيوعي الفرنسي الذي يرى أن انتفاضة الطلاب ليست إرهاصاً لثورة
اجتماعية وطنية، بينما رأت مجموعات الطلبة الثائرة أنها ستفضي إلى ثورة،
كما انتقد هؤلاء الطلبة اليسار التقليدي أو الأحزاب الشيوعية في البلدان
المختلفة وبالأخص في الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية، بل ألقت
باللائمة على شخص لينين نفسه، بأنه السبب في الانحراف عن النظرية
الماركسية، لكن بعض قيادات الطلاب ذاتها انحرفت لاحقاً عن طريقها «الثوري»
وانضمت إلى الحكومات اليمينية وأصبح بعضها من رجال الأعمال، لكن اليسار
الجديد في أوروبا ظل حتى الآن مع بعض التعديلات.

وفي الساحة العربية
تحولت بعض الأحزاب القومية التي كانت تنتمي لحركة القوميين العرب إلى
الفكر الماركسي، بعضها بشكل مشوّه وبعضها اقترب من الخط العام للأحزاب
الماركسية، مثل الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بقيادة نايف حواتمة
والجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش التي كانت أكثر راديكالية، وكذلك
التقدميون الديموقراطيون في الكويت والجبهة الشعبية في البحرين وغيرها من
فصائل اليسار الذي اعتبر نفسه جديداً.

لكن الملاحظ أن هذا اليسار
الجديد كان متأثراً بالنزعة الغيفارية المغامرة والمقاومة الفيتنامية
بقيادة هوشي منه وماوتسي تونغ في الصين، لكن الكثير من هذه التنظيمات
العالمية وبعض العربية نضجت وبعضها تحلل مع الزمن، وهذا اليسار الجديد
يختلف عن اليسار الجديد بأطيافه المختلفة في أميركا اللاتينية التي تبنت
أحزابه الكفاح المسلح ولا يزال بعضها على رأس السلطة اليوم، والتي انحرف
بعض قادتها عن الخط الديموقراطي بعد تعديل الدساتير بحيث يحكم القائد مدداً
طويلة، ولكنها وصلت إلى الحكم بتأييد شعبي كبير وبانتخابات شفافة ونزيهة.

وبعد
انهيار التجربة السوفييتية 1990 أصبحت هناك تقييمات مختلفة حول الاشتراكية
والماركسية، فانزلق عدد من الأحزاب الشيوعية أو أفراد منه إلى الاتجاهات
الليبرالية والقومية بل بعضها إلى النيوليبرالية، كما ساهمت الأزمة
الاقتصادية الرأسمالية البنيوية 2008، إلى تشكل تيارات يسارية ومنها في بعض
الدول العربية وأيضاً بعض تيارات الناصرية الجديدة.

وتعود بعض
أسباب ذلك إلى الجمود العقائدي وتنفّذ واستبداد قيادات بعض الأحزاب
الشيوعية، وعبادة وتقديس الفرد، وحتى بعد تغيّر المستجدات في العالم
والتطور التكنولوجي الذي فرض نمطاً جديداً للواقع لم تستطع تلك الأحزاب
الانطلاق من هذا الواقع الجديد إلى النظرية التي تعتبر مرشداً وليست عقيدة،
كما لم تطبق المركزية الديموقراطية بجدلية علمية ولكنها ركزت على المركزية
على حساب الديموقراطية في أحزابها، واحتفظت بالمصطلحات الملتبسة التي لا
تفهما الجماهير العادية، رغم أن الانحرافات عن النظرية قديمة منذ ماركس
وإنجلز كما هو واضح في نقد برنامج غوتا.

هذا اليسار الجديد على
تنوعه يقف على أرضية معاداة الامبريالية وسياسات النيوليبرالية، رغم أنها
تحقق في خطها الفكري أحياناً الأهداف التي وضعتها البرجوازية الرأسمالية
لنفسها، وتحرف نظر الجماهير عن النضال الجماهيري ومطالبه الحقيقية، كما أن
مكوناتها الرئيسية هي من البرجوازية الصغيرة، بل لا يعترف بعضها بوجود طبقة
عاملة، وهناك خلاف بين الأحزاب الشيوعية الأوروبية حول أهمية التحالف مع
اليسار الجديد في جبهة واسعة ضد السياسات النيوليبرالية والعولمة.

وليد الرجيب

اقرأ المزيد

وحدة التيار الديمقراطي خيار أم ضرورة (3)

ضمن الظروف الحالية للقوى اليسارية والتقدمية والتي تتمثل في عدم قدرة
اليسار البحريني على حشد الجماهير وقيادتها، وما يواجه تشكيل تيار تقدمي
جامع يضم الجمعيات اليسارية والشخصيات التقدمية من صعوبات ذاتية وموضوعية.
فمن الطبيعي أن تبحث الجمعيات التقدمية عن تحالفات آنية لتحقيق بعض مبادئها
ومطالبها على أرض الواقع ولتدفع المجتمع نحو المستقبل المنشود.

وفي
سبيل ذلك اتخذت الجمعيات السياسية التقدمية المعارضة خطوة حسبها البعض
خاطئة، حين دخلت في تحالف مع جمعية الوفاق. ضرورات هذا التحالف تم طرحها في
المقالين السابقين حول وحدة التيار الديمقراطي، ولكن ما يطرحه الآن بعض
«المنشقين» عن هذه الجمعيات ولنقل المنشقين عن المنبر التقدمي تحديداً، من
تشكيل جمعية موازية للمنبر على شاكلة جميع الجمعيات السياسية والمهنية التي
تم تشكيلها مؤخراً وتحديداً بعد أحداث 14 فبراير/ شباط 2011.

ما
يطرحه الإخوة «المنشقين» عن المنبر والذين ينوون تشكيل جمعيتهم الخاصة من
أن «المشروع الإصلاحي» و «ميثاق العمل الوطني» هما مرجعياتهما السياسية
وربما الأيدلوجية، ما يجعلهم بالضرورة متحالفين مع القوى الدينية من المذهب
الآخر (جمعيات الفاتح) والسلطة في مقابل التحالف السداسي، التجربة خلال
السنوات الثلاث الماضية تنبئ عن ذلك، سواء من خلال تشكيل الاتحاد الحر
لنقابات عمال البحرين أو الجمعيات الموازية التي تم تشكيلها والتي يطلق
عليها جمعيات الـ «غونغو».

ولكي لا نتجنى على المنشقين أو نرجمهم
بالغيب يكفي النظر إلى آرائهم المنشورة في الصحف من قبل كتابهم وقيادتهم
والتي تؤكد وقوفهم وتحالفهم مع السلطة وما يطرحه تجمع الفاتح، في حين
يرجعون سبب استقالاتهم من الجمعية إلى خروج الجمعية عن خطها المعروف.

ما
يمكن ملاحظته، وبشكل أولي، أن من يطرحون فكرة تشكيل جمعية تقدمية تحت مسمى
«التغيير الديمقراطي» جميعهم من طائفة واحدة ما يجعلهم متهمين بتشكيل
جمعية طائفية.

يبدو أن عمى الألوان قد أصاب «التقدميين» أو من يصفون
أنفسهم «اليساريين الحقيقيين» بحيث وجدوا أن تجمع الفاتح والسلطة أقرب إلى
اليسار من المعارضة، في حين أن من قدم 160 شهيداً من أجل مجتمع أكثر عدالة
مجرد مجموعة من المتطرفين، وخونة يبيعون وطنهم للمخططات الأجنبية.

جميل المحاري

اقرأ المزيد

التيار التقدمي الكويتي | أهمية الدور الاجتماعي لقطاع التعاونيات

by taqadomi1 on 16/04/2014



dd
تعريف الجمعيات التعاونية: مؤسسات اقتصادية ذات ملكية اجتماعية عامة وتهدف بالدرجة الأولى لخدمة المستهلكين أو العاملين أو كلاهما.

وبدأت التعاونيات في البروز بأوروبا في القرن الثامن عشر وانتشرت في القرن التاسع عشر.

وتوجد نماذج عديدة للتعاونيات، منها
الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في الكويت التي يملكها سكان المنطقة
السكنية بالتساوي بغض النظر عن الثروة، وقد تأسست أواسط الخمسينيات، وهناك
التعاونيات الزراعية وهي منتشرة في مصر التي يشترك فيها الفلاحون للاقتراض
والزراعة وبيع المنتجات، ومن أمثلتها الجمعية التعاونية الزراعية في
الكويت… وهناك التعاونيات المالية التي تقرض عملاءها بفوائد منخفضة.

والفكرة الأساسية في التعاونيات هي خدمة
المستفيدين منها والمجتمع الأوسع، حتى لو كان ذلك على حساب الأرباح، مثلا
الجمعيات تخفض أسعارها مراعاة للسكان لأن هدفها ليس تعظيم الربح، وإن كانت
تربح أحيانا.

وكان للجمعيات التعاونية الاستهلاكية دور مهم في إعاشة الأهالي الصامدين داخل الكويت فترة الغزو والاحتلال، وذلك بعد سقوط الدولة.

ومنذ سنوات يسعى الرأسماليون إلى خصخصة
الجمعيات التعاونية وتحويلها إلى شركات تجارية في محاولة لإلغاء الملكية
الاجتماعية العامة، وبهدف إحلال قيم الربح والثروة محل قيم خدمة المجتمع
والمساواة بين السكان.


لجنة الجهراء والفروانية


في التيار التقدمي الكويتي

اقرأ المزيد

ندوة دور الشباب في التغيير | فراس المري



ورقة عمل عن دور
الطلبة في تطوير العمل الطلابي





 



كان لتأسيس
الإتحاد الوطني لطلبة البحرين ( أوطب ) في 25 فبراير 2014 دور رئيسي في تعزيز
العمل الطلابي البحريني و توسيع تحركاته في عدة بلدان عربية و أجنبية حاملا أهداف
عدة على عاتقه من أهمها المدافعة عن حقوق الطلبة و السعي على حل مشاكلهم, وأن يكون
التعليم مجاني بجميع مراحله والمطالبة بتأسيس جامعة وطنية, و تجلى دوره أيضا في
نشر الوعي النقابي و تعزيز الأساليب الديمقراطية بين الطلبة,يعتبر الدور الأبرز و
الذي يوجد تأثيره لحد الآن هو خلق كوادر طلابية عدة أصبحوا معظمهم قادة في
التيارات السياسية الحالية .


واجه الإتحاد
عوائق من الدولة جعلت نشاطه يتوقف بشكل أو بآخر عبر منع العديد من الطلبة و
الطالبات من السفر لإستكمال دراستهم الجامعية , و عبر إنشاء الأندية الطلابية
بتمويل مادي من الدولة و كان السبب الرئيسي لتأسيسها هو إضعاف دور الإتحاد الوطني
لطلبة البحرين و الذي تحقق بعد فترة إلى أن تجمد عمل الإتحاد نسبيا .


و بعد إصدار دستور
2002 و توسيع صلاحيات العمل السياسي في البحرين , توسعت أيضا صلاحيات العمل
الشبابي و الطلابي بالسماح لتأسيس جمعيات شبابية مختلفة و إنشاء مجلس طلبة جامعة
البحرين عبر عمل الإنتخابات الطلابية, وظهور نشاط لقوائم طلابية تمثل توجهات
مختلفة.  و بعدها أيضا تم إنشاء مجالس
طلابية في بعض الجامعات الخاصة .


بالرغم من
الصلاحيات الموسعة مقارنة بالوضع السابق إلا أنه لا يزال العمل الطلابي يفتقد
للعديد من صلاحياته و ذلك من خلال اللائحة الداخية المنظمة للإنتخابات الطلابية و
لمجلس طلبة جامعة البحرين و التي تشترط فيمن يرشح نفسه أن لا يكون عضوا إداريا
في جمعية أو هيئة خارج الجامعة تمارس نفس النشاط أو تعسى لتحقيق ذات الأهداف

أي بمعنى عزل النشاط الطلابي داخل الجامعة عن أي نشاط طلابي آخر يمارس خارج
الجامعة مما يشكل فراغ كبير في التفاعل مع المشاكل الطلابية و الشبابية في المجتمع
و السعي لحلها, و تندرج أيضا تحت هذه النقطة من اللائحة منع عمل القوائم الطلابية
بشكل رسمي داخل الجامعة كون القوائم تمثل توجهات شبابية و طلابية خارج الجامعة!
بما معنى عدم الأخذ برأي الطلبة الفعالين في مؤسسات المجتمع المدني خارج الجامعة.


بالنظر إلى
المرحلتين المهمتين في تاريخ العمل الطلابي البحريني وكيف كان دور الطلبة أنفسهم
رئيسي في عملية تطويره وتوسيع صلاحياته ومن خلال العوائق التي مرت بهم نجد أنه من
المهم أن يكون هناك ممثل طلابي رئيسي لطلبة البحرين في الداخل و الخارج , في
الجامعات و المدارس يتأسس من الطلبة أنفسهم و ليس من طرف آخر يسعى  بالدرجة الأولى لتعزيز الوحدة الوطنية في صفوف
الشباب و الطلبة ويدافع عن حقوق الطلبة و مصالحهم و يسعى لتطوير عملية التعليم و
دمجها بالعمل النقابي الطلابي لصنع كوادر تخدم المجتمع مستقبلا , و يتم ذلك عبر
إعادة تأسيس الإتحاد الوطني لطلبة البحرين ( أوطب ).



 

اقرأ المزيد

ندوة دور الشباب في التغيير | أحمد عبدالأمير



الشباب العربي و التغيير … بين الاشكاليات و
الحلول









ورقة مقدمة في جمعية المنبر الديمقراطي
التقدمي






13 ابريل2014






          



اعداد: أحمد عبدالأمير يوسف








 




مقدمة:











يشكل الشباب في
العالم العربي اليوم الفئة الاكبر عددا والأهم نوعا والاقدر فاعلية في جميع
المستويات وخاصة في العملية الانتاجية. وبالرغم من ان المجتمعات العربية هي
مجتمعات شابة وحيوية اساسا، الا ان هذه الفئة الواسعة من السكان هي الأكثر عرضة
للتحديات المصيرية الكبرى والأكثر استهدافا من غيرها من قبل الحكومات الاستبدادية
التي تخشى غضبهم وثورتهم.






لقد لعب الشباب
دور المحرك في انتفاضات الربيع العربي ووقودها، و الذين يجمع بينهم قاسم مشترك
واحد و هو دورهم الطليعي ويساندهم في ذلك بقايا الطبقة الوسطى التى كادت ان تضمر.
وقد ساهمت وسائل الاتصال الالكترونية الحديثة كالانترنت والتلفزيون والموبايل
والفيس بوك والتويتر وغيرها على نشر افكارهم وطموحاتهم وتحولت الى وسائل توعية
وتثقيف و تنوير، بل والى اسلحة عصرية استخدمها الشباب لمواجهة الدكتاتورية و بصورة
سلمية.







 




لماذا الشباب؟











تبلغ نسبة الشباب
في العالم العربي اكثر من 60% من عدد السكان. ويبلغ عدد الفئات العمرية بين 15-29
سنة عام 2009 حوالي 113 مليون شخص، حسب احدث تقديرات الأمم المتحدة. وهو ما يساوي
ثلث مجموع سكان العالم العربي وحوالي 47% منهم تقريبا حسب تقديرات اخرى.






ويمتاز سن الشباب
على مراحل العمر الأخرى بمزايا أساسية توفر له أهلية خاصة في مشاريع التغيير ومنها
الطاقة والحيوية المتجددة والمتفجرة والتفاعلية مع المتغيرات والأحداث، وعلو الهمة
والقدرة على العطاء البدني والعقلي، والطموح المتجدد والكبير وعدم الاستسلام
واليأس، وحب المغامرة ومواجهة التحديات وعدم الخوف، ورفض الذلة والاستسلام للظلم
أو التعايش معه، والقدرة على التطوير والتطور، والتخفف من أعباء الدنيا






وعندما نخص
الشباب في الحديث فإننا نعني الأعمار التي تناسب مقام المهمة وحاجاتها، حيث أن
الجهاد والمقاومة والعمل في بناء الجيوش تعد الأعمار 16 – 25 عاماً هي المثالية
بالنسبة له، فيما تعتبر سنوات 18 – 22 عاماً من أهم مراحل العطاء العقلي والمشاركة
الفاعلة للشباب في المرحلة الطلابية في بناء شخصيته والتفاعل السياسي مع المحيط،
بينما يمثل الشباب في سن 22-35 مشروع القيادة والريادة في بناء الأمة، وتوجيه دفة
مسارها، واستعادة كرامتها، وبناء مشروع نهضتها.







 



 




التحديات الكبرى
التي تواجه الشباب العربي:












اولا – ارتفاع
نسبة (الأمية التقليدية و الأمية الحديثة) في أوساط الشباب العربي، و انهيار
منظومة التعليم العالي و البحث العلمي و عدم مواكبة المناهج التعليمية لآخر
المستجدات العلمية و التقنية.














 ثانيا – تراجع الاقتصاد الانتاجي الحقيقي رغم
تضخم العائدات الريعية الناتجة عن ارتفاع أسعار البترول الا ان هذه العائدات توجهت
للمضاربة في قطاعات العقارات و الأسهم و لم توجه للقطاعات الانتاجية مما أدى الى
تفاوت طبقي كبير و تحول المجتمعات العربية الى مجتمعات استهلاكية معتمدة بشكل شبه
كامل للسلع و الخدمات المستوردة.






ثالثا –
الاستبداد السياسي و ما ترتب عليه جمود في هيكلية أغلب أنظمة الحكم العربية مما
أدى الى توغل الفساد و المحسوبية في أجهزة الدولة و غياب الرقابة على مؤسساتها
بسبب تزوير ارادة الشعب في انتخابات صورية معدة النتائج سلفا.






رابعا- ظهور نزعة
التطرف الديني و المذهبي لدى الشباب العربي و خاصة بعد غزو القطر العراقي (2003) و
محاولات شيطنة المقاومة ضد العدو الصهيوني و الاحتلال الأمريكي و طأفنة انتفاضات
الربيع العربي و التدخلات الاقليمية و الأجنبية و أموال (البترودولار) الفاسدة
التي ساهمت بدورها في ظهور نزعات قبلية و طائفية و مناطقية أعادت الأمة العربية
الى زمن ملوك الطوائف  و النحل و أمراء
الحروب. 







 




الحلول المقترحة
لمواجهة التحديات التي تواجه الشباب العربي:












أولا- رفع معدلات
الانفاق على قطاعات العليم الأساسي و العالي و البحث العلمي و وضع خطة قومية
للقضاء على الأمية و تطوير المناهج العربية مما يساهم في تقليل الفجوة بين اقتصاد
اليوم القائم على المعرفة و مخرجات النظام التعليمي.






ثانيا- اعادة
توجيه الاستثمارات العربية من قطاعات المضاربة الى قطاعات انتاجية حقيقية ذات قيمة
مضافة على الاقتصاد العربي و تساهم في حماية المجتمعات العربية من الاتكال على
المنتجات المستوردة و تعزيز الاستثمارات البينية مما يقلل الفجوات الاقتصادية
الهائلة بين الأقطار العربية.






ثالثا- نقل
السلطة الى أبناء الأمة و بناء دولة المواطنة الدستورية و تعزيز مبدأ فصل السلطات
و اشراك الشباب العربي في مراكز اتخاذ القرار و تعديل قوانين الترشح و الانتخاب
مما يساهم ايصال الشباب للمراكز القيادية.






رابعا- تجريم
الطائفية و التمييز على أساس ديني و طائفي و قبلي و مناطقي و توجيه الخطاب الديني
مما يساهم في رفعة الأمة و وحدتها.







 



 



 

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد

وحدة التيار الديمقراطي خيار أم ضرورة (2) أسئلة مشروعة

على رغم أن الحديث يدور حول تشكيل تيار وطني تقدمي يضم جميع القوى
السياسية والشخصيات المستقلة المؤمنة بالفكر التقدمي، فإنَّ البعض، يرجع
الأمر مرة أخرى إلى الواقع السياسي وما هو حاصل الآن من تحالف ست جمعيات
مختلفة في جبهة وطنية من أجل تحقيق مطالب مجمع عليها.

من حق الجميع
أن يطرح ما هو مؤمن به، ويوجه الأسئلة مهما تكن هذه الأسئلة محرجة، فلا
يمكن مصادرة الرأي المخالف، بشرط أن يكون ما يطرح من مواقف وآراء في محيط
النقاش العلمي ودحض الحجة بالحجة دون اتهام المخالفين بالعمالة والخيانة.

من
أهم الأسئلة المشروعة والتي لا يمكن التهرب من الإجابة عليها، ما جاء في
أحد التعليقات على المقال قبل الأخير عن «تحالف القوى المعارضة»، إذ تساءل
أحد المعلقين عن «دور القوى اليسارية في التقريب بين أبناء الوطن ودعم
الوحدة الوطنية، وأين هي ترجمة عبارة دعم الوحدة الوطنية على الأقل بين
اليسار نفسه؟ وما هو نوع التنسيق بين وعد والتقدمي والقومي، وهل يوجد بينهم
تحالف حتى يتحالفوا مع القوى الطائفية؟».

بداية يجب أن أشير إلى
معارضتي الشديدة لوصف جمعية الوفاق بـ «القوى الطائفية»، فحتى وإن كانت
(الوفاق) مشكلة من طيف واحد، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون حراكها
طائفيّاً، كما لا يمكن وصف أية حركة حتى وإن كانت دينية أوتوماتيكيّاً
بالرجعية. إن الحكم على ذلك يتطلب فهم موقفها من الصراع السياسي والاجتماعي
الحاصل في كل بلد على حدة، وفي كل مرحلة تاريخية من تاريخ النضال الشعبي،
كما يتطلب تحديد موقفها من الصراع الدائر بين التقدم والتخلف، وتحليل
شعاراتها وما ترفعه من مطالب، وما تقدمه من تضحيات.

الخطأ الفادح
الذي يرتكبه من يعارض التحالف مع الوفاق، هو التعميم الأعمى، والتحجر في
الإيمان بمقولات تاريخية، تمت مراجعتها كثيراً في العديد من الدراسات
الفكرية الحديثة، وتم تطويرها.

وبعيداً عن الحكم على النوايا، والرجم
بالغيب، فإن «الوفاق» لم تطرح في أي وقت من الأوقات شعار «الدولة
الدينية»، بل العكس، لقد كانت الشعارات المرفوعة تصب في مسار تقدم المجتمع
وليس العودة إلى الخلف.

وأما عن دور القوى اليسارية في التقريب بين
أبناء الوطن ودعم الوحدة الوطنية، فإن دخول الجمعيات اليسارية في التحالف
السداسي يعتبر ضماناً لعدم انحراف المطالب الشعبية إلى مطالب فئوية أو
طائفية، كما أنه أعطى دفعة قوية ومصداقية للمطالب الشعبية سواء في الداخل
أو الخارج. وجعل من القوى المعارضة ممثلة للجميع، وتم التأكيد على ذلك حين
تم تشكيل وفد الجمعيات السياسية المعارضة في الجولة الثالثة من حوار
التوافق الوطني والذي ضم مختلف فئات وطوائف المجتمع، من السنة والشيعة
والعلمانيين والمرأة.

جميل المحاري

اقرأ المزيد

رئيسان في مأزق اللحظة التاريخية

الرئيس
الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مصدومان .
الأول للهزيمة النكراء التي لحقت بحزبه الاشتراكي الحاكم في الانتخابات
البلدية التي جرت في الثلاثين من مارس/آذار ،2014 والثاني للفوز المؤزر
لحزبه الحاكم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية التي جرت أيضاً،
وللمفارقة بصورة متزامنة مع نظيرتها التركية (في 30 مارس/آذار 2014) .


قبيل
الانتخابات تملَّكت رئيس الوزراء التركي حالة من الهياج العاطفي الناجم عن
مكر السياسة وأحابيلها، عبّرت عنها قراراته الانفعالية القلقة بحجب مواقع
التواصل الاجتماعي “تويتر”، و”فيس بوك”، و”يو تيوب”، على إثر مساهمتها في
فضح بعض عمليات الفساد التي غرقت فيها بطانته من الوزراء ورجال الأمن
والقضاء، والكشف عن أحد جوانب مخطط حكومته للتورط في مستنقع الأزمة السورية


وما أن أُعلنت نتائج الانتخابات البلدية التركية عن فوز حزب العدالة
والتنمية بنسبة 46% حتى اندفع أردوغان وسط الحشود الموالية بأوداج منتفخة
يهدد ويتوعد خصومه بالثأر وتصفية الحساب معهم!


أما الرئيس الفرنسي
فرانسوا هولاند، وقد صعقته النتائج المخيبة التي حصدها حزبه الاشتراكي في
الانتخابات البلدية، فإنه اختار الظهور أمام قيادات وقواعد الحزب وعموم
الرأي العام الفرنسي بتقمص شخصية القيادي القوي الذي لم تفقده الصعقة
توازنه . فلقد سارع لمخاطبة الفرنسيين على طريقة الرئيس التونسي المعزول
زين العابدين بن علي “الآن فهمتكم” ، بالقول “لقد تلقيت رسالتكم وها أنذا
أقيل رئيس وزرائي جان مارك ايرولت وأٌعين مكانه وزير الداخلية الشاب مانويل
فالس رئيسا جديدا لحكومة أُريدها أن تكون مقاتلة من أجلكم” .


ولكن يبدو
أن وقع الصدمة كان شديداً عليه وعلى الحلقة الضيقة من مستشاريه ورجاله
المقربين، إذ دفعته الإهانة الشخصية والحزبية التي تلقاها من الفرنسيين
جزاء عشوائية وتخبط أدائه القيادي، للاستدارة البائسة نحو مواقع اليمين
النيوليبرالي، وهو الذي عُدَّ على أنه يمثل سدنة اليسار الفرنسي بنسخته
الفرنسية المخملية، كعربون أوّلي لمحاولة مغازلة وكسب ود أوساط ومراكز قوى
اليمين الفرنسي .


كلاهما مخطئ، على ما نزعم . الأول، رجب طيب أردوغان،
سيتسبب بنزقه السياسي واندفاعه المتحفز بنشوة الفوز، لتوسيع رقعة خصومه
وأعدائه، في إعادة إنتاج عجيبة للنسخة المصرية من تجربة صعود الإخوان إلى
السلطة، حيث ركبهم الغرور ولم يعودوا يرون سوى أنفسهم، فكان أن أغضبوا
الجموع، خصوصا جموع العامة البسطاء الذين صدقوا وعودهم، فهبوا سريعا لتصحيح
خطئهم والتخلص منهم . فالإخوان بارعون، كما هو معروف، في شراء ولاءات
الناس البسطاء بإغداق العطايا والمكرمات عليهم (من “جيب” الدولة في الحالة
التركية) حتى ولو اقترن هذا النوع من “البزنس” السياسي بعمليات فساد وإفساد
واستغلال مناصب ومواقع نفوذ .


أما الثاني، الرئيس الفرنس فرانسوا
هولاند، فإن استعانته ب “مانويل فالس” الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في
حكومته المستقيلة، والذي أكسبه الأداء الجيد في قيادتها، شعبية بين
الفرنسيين، ليقود الحكومة الجديدة “المقاتلة من أجل الشعب” ، فإن ميوله
اليمينية سوف تحفزه وتدفعه، منطقياً، لاتباع سياسات اقتصادية غير شعبية، إن
هي جاءت على هوى أصحاب رؤوس الأموال، بفرضية “التنقيط من أعلى”، أي تأمين
شروط ازدهار الشركات بما يقود إلى إنعاش الطلب على قوة العمل وتسخين محركات
النمو .


وإذا كان النمو المتراكم للثروة الذي يُسجل إنجازه لحزب
العدالة والتنمية منذ عام ،2002 ربما يشفع لرئيس الوزراء التركي أردوغان،
تبجحاته وتنفيذ تهديداته ضد خصومه، وصولاً إلى الانتخابات التشريعية في
العام المقبل، فإن وضع الرئيس الفرنسي، بعد الهزيمة في الانتخابات البلدية
الأخيرة، لا يحسد عليه .


منتهى القول إنّ الرجلين الكاسب منهما
(أردوغان) والخاسر (هولاند)، هما اليوم، وبعد الماراثون الانتخابي البلدي
الذي اجتازاه، ليسا في أفضل حالاتهما اللياقية السياسية، رغم فارق النقاط
المسجل لصالح أردوغان .


ولعلنا بذلك نحسب أن الأيام ستكون حبلى بالوقائع
والحوادث التي ستصنعها الحالة النفسية والمعنوية لشخصيتيهما ما بعد
الانتخابات البلدية .



د . محمد الصياد 

اقرأ المزيد